معايير ضمان الجودة المشتقة من المتأثرين بنتائج التقييم في المدرسة: مدخل متجذر لتحفيز الاعتماد والجودة

الملخص

تنطلق فكرة هذا البحث من اتساع الفجوة بين الحديث عن الجودة في الندوات
والمؤتمرات وشيوع هذه المفردة في المجال التربوي مقابل ما نلمسه على أرض الواقع من
انعكاسات على الجودة نفسها في الدول النامية، فهي من المفردات التي عانت وما زالت تعاني
من الفجوة بين التنظير والتطبيق أوالممارسة، ويرى الباحث أن تعدد وتقاطع المتغيرات التي
يمكن أن تحكم اي مدرسة او مؤسسة تعليمية مقارنة باي مدرسة او مؤسسة أخرى في
القطر نفسه أو على المستوى الإقليمي أو العالمي، وما يرافق ذلك من اوضاع اقتصادية
واجتماعية وثقافية وغيرها، يجعل من تحديد المعايير المستخلصة من رؤية المتأثرين من
ذوي العلاقة في المؤسسة التعليمية شرطأ مسبقا للحديث عن الجودة، حيث يتوقع أن تكون
المحكات والمعايير المتجذرة في النظام ناتجة عن معايشة حقيقة للمتأثرين الرئيسيين في
البرنامج التعليمي او المؤسسة التعليمية؛ ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث في محاولة أو رؤية
مقترحة لتقديم نموذج جديد في التقويم لأغراض الإعتماد والجودة، يستمد محكاته ومعاييره
من الواقع، ينطلق من فهم المتأثرين والتزامهم في ظروف واقعية تجمع بين المواصفات
المطلقة والنسبي ة. وقد تم اعتماد مدرسة اليرموك النموذجية صورة مصغرة لنظام تعليمي
تربوي لإستقصاء وابراز صورة النموذج المقترح ليضاف الى نماذج التقويم ومداخله، وقد
اطلق عليه النموذج المعاكس او النموذج المتجذر، حيث تشكل مجموعة الإجراءات في هذا
البحث اكثر من كونها توفيقية بين النماذج (الوضاء، والديمقراطي، والمتجاوب، والتمكيني )
واكثر من كونها نموذجا جديدا في المدخل التشاركي، بل هي صورة تفاعلية بين النماذج
تشكل مدخلا عكسيا يمكن ان يطلق عليه المدخل المتجذر القائم على المتأثرين من طلبة
وأكاديمين واداريين واولياء امور في صورة تكاملية وتفاعلية مع مدخلات النظام وعملياته في
ظروف طبيعية. وقد تكونت الدراسة الحالية من قسم نظري شرح فيه مداخل التقويم وتاريخ
التقويم في المدارس والجامعات وهيئات الإعتماد، وعلاقة اجراءات التقويم بإجراءات البحث
وخصوصية بحوث التقويم، والتمهيد لربطها جميعا مع مدخل الدراسة الحالي القائم على
المتأثرين. وقسم ميداني بدءا بدراسة طلب التقويم والتخطيط لدخول موقع المدرسة كنظام
خاضع للتقويم من فريق يجم ع مزايا التقويم الخارجي والداخلي بصورة فريدة من الواقعية
والتشاركية، والتجاوب مع اهتمامات المشاركين والمتأثرين بما في ذلك عينات الطلبة من
الأطفال في الصفوف الأولى، وانتهاءً بمجموعة من الإيضاحات التي تصف خصائص المدخل
الذي يشكل رؤية مقترحة وواعدة لأغراض الإع تماد والجودة في المدارس قبل ان تصبح
ممارسة فعلية في الدول النامي ة.